هل تنجو حزمة الـ190 مليار جنيه من “فكي التضخم” في مصر؟

هل تنجو حزمة الـ190 مليار جنيه من “فكي التضخم” في مصر؟

تعتزم الحكومة المصرية بداية من الشهر المقبل بدء تنفيذ حزمة برامج للحماية الاجتماعية أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى، تبلغ تكلفتها الإجمالية 190 مليار جنيه، لكن كيف تنجو تلك الحزمة من “فكي التضخم “الذي عاود الارتفاع في فبراير بمعدلات تاريخية؟

وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن اجتماع مجلس الوزراء يوم الأربعاء الماضي ناقش بالتفصيل جميع القوانين التي سيتم من خلالها تفعيل تلك الحزمة الكبيرة فيما يخص تعديل وزيادة المرتبات والعلاوات، التي تبدأ اعتبارا من أول أبريل المقبل.

وعرض مدبولي تفاصيل التكلفة السنوية لحزمة الحماية الاجتماعية البالغة 150 مليار جنيه؛ حيث أشار إلى أن 95 مليار جنيه من إجمالي المبلغ مُخصص لزيادة الحد الأدنى للأجور وقيمة معاش “تكافل وكرامة”، و55 مليار جنيه ستكون مُخصصة لزيادة المعاشات.

وتوزع تلك الحزمة بواقع 1000 جنيه لكل موظف من العاملين بالجهاز الإداري للدولة، بالإضافة إلى رفع الحد الأدنى للأجور للدرجة السادسة لتصبح 3500 جنيه، و5000 جنيه للدرجة الخامسة، كما تم رفع الحد الأدنى لحاملي الماجستير والدكتوراه، وزيادة المعاشات بنسبة 15%، وزيادة القيمة المالية لبرنامج “تكافل وكرامة” بنسبة 25%.

وتوقع عضو مجلس إدارة شركة “ايليت” للاستشارات المالية محمد كمال، في مقابلة مع “الوادي نيوز”، استمرار الضغوط على الجنيه المصري خلال الفترة الحالية، والاتجاه نحو تخفيض قيمته بنحو 10% أمام الدولار.

ويؤثر خفض الجنيه مقابل الدولار على أسعار السلع في مصر.

وتابع كمال: “من المتوقع أن يتجه المركزي المصري لزيادة أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل بعد تلميحات جيروم باول رئيس الفيدرالي الأميركي بأنه قد تكون ثمة حاجة لرفع أسعار الفائدة على نحو أسرع وأعلى مما كان متوقعا لكبح جماح التضخم المستعصي”.

تكلفة الدعم تتزايد

وأشار إلي أن مصر تتحمل، منذ بداية اندلاع الأزمة العالمية التي لا تزال مستمرة، جزءًا كبيرًا من العبء الناتج عن ارتفاع أسعار السلع والمواد الخام الأساسية، وخاصة القمح والسلع التموينية، والمواد البترولية التي ما زالت تدعم جزءًا كبيرًا جدًا منها، ولا سيّما السولار وأنابيب البوتاجاز.

وأضاف رئيس الوزراء أن الأمر لا يعني مجرد حزمة بقيمة 190 مليار جنيه، لكن هذا العبء إضافي؛ وتم إضافة مبالغ إضافية لما كان مخططا له، فمثلا فيما يخص دعم السلع التموينية والخبز تحديدًا كان المخصص له من الدعم 97 مليارًا، سنضيف إليها 54 مليار جنيه أخرى، مؤكدا أن الدولة تسعى بقدر الإمكان لأن تساند المواطن في مثل هذه الظروف الصعبة.

معدل تضخم تاريخي

وأوضحت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري اليوم الخميس، أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في مدن مصر قد ارتفع بأكثر من المتوقع إلى 31.9 % في فبراير الماضى، وهو أعلى مستوى في خمس سنوات ونصف العام، وذلك من 25.8 % في يناير السابق عليه.

وبلغ الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين لإجمالي الجمهورية 161.3 نقطة لشهر فبراير 2023، مسجلاً بذلك ارتفاعاً قدره 7.1% عن شهر يناير 2023.

وبحسب بيان الجهاز، فإن أهم أسباب الارتفاع تعود إلى زيادة أسعار مجموعة الحبوب والخبز بنسبة 9.2%، ومجموعة اللحوم والدواجن بنسبة 29.7%، ومجموعة الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 19.5%، ومجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة 11.1%، ومجموعة الزيوت والدهون بنسبة 4.3%، ومجموعة الفاكهة بنسبة 10.8%، ومجموعة الخضراوات بنسبة 5.3%، ومجموعة البن والشاي والكاكاو بنسبة 7%، بالإضافة إلى مجموعة الدخان بنسبة 0.2%.

وسجل معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية 32.9% لشهر فبراير 2023، مقابل 10% للشهر المماثل من العام السابق.

متى يتوقف صعود الأسعار؟

وتتسارع وتيرة ارتفاع الأسعار مع استمرار تراجع الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية وشح السيولة الدولارية ما ينتج عنه صعوبة استيراد المواد الخام والسلع اللازمة للصناعات المحلية، وأهمها خامات الأعلاف مثل الذرة وفول الصويا وهما عنصران أساسيان في صناعة أعلاف الماشية والدواجن والأسماك بجانب صناعة الزيوت.

ويشير محللون إلى أن السيطرة على التضخم تتركز بشكل كبير على تدبير العملة الأجنبية وتعزيز مصادرها حتى يمكن تجنب انخفاضات جديدة للجنيه وما يتبع ذلك من ارتفاع للأسعار وإعادة تقييم السلع والخدمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى